کد مطلب:145714 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:152

کیفیة دخول أهل البیت فی مجلس یزید
و فی «المنتخب» عن علی بن الحسین علیه السلام أنه قال: لما وفدنا [1] علی یزید بن معاویة لعنه الله أتونا بحبال و ربقونا [2] مثل الأغنام، و كان الحبل بعنقی و عنق ام كلثوم علیهاالسلام و بكتف زینب علیهاالسلام و سكینة علیهاالسلام و البنات و ساقونا، و كلما قصرنا عن المشی ضربونا حتی وقفونا بین یدی یزید لعنه الله، فتقدمت الیه و هو علی سریر مملكته [3] .

و فی كتاب «الأنوار النعمانیة» روی: أن الحریم لما أدخلن فی السبی علی یزید بن معاویة كان یطلع فیهن و یسأل عن كل واحدة منهن بعینها، و هن مربقات بحبل طویل، و زجر بن قیس لعنه الله یجرهن حتی أقبلت امرأة كانت تستر وجههاه بزندها، لأنه لم یكن لها خرقة تستر بها وجهها.

فقال: من هذه التی لیس لها ستر؟

قالوا: سكینة بنت الحسین علیه السلام.

قال: أنت سكینة؟

فسالت دموعها علی خدها، و اختنقت بعبرتها، فسكت عنها حتی كادت أن تطلع روحها من البكاء.

فقال لها: و ما یبكیك؟


قالت: كیف لا تبكی من لیس لها ستر تستر به وجهها و رأسها عنك و عن جلسائك؟

فبكی یزید لعنه الله و أهل مجلسه، ثم قال: لعن الله تعالی ابن مرجانة عبیدالله بن زیاد ما أقسی قلبه علی آل الرسول [4] .

و فی «المنتخب»: نقل أن الحریم لما أدخلن علی یزید بن معاویة، كان ینظر الیهن و یسأل عن كل واحدة بعینها و هن مربقات [5] بحبل طویل، فقیل: هذه ام كلثوم الكبری، و هذه ام كلثوم الصغری، و هذه صفیة، و هذه ام هانی، و هذه رقیة من بنات علی، و هذه سكینة، و هذه فاطمة بنت الحسین.

فالتفت اللعین الی سكینة علیهاالسلام، و قال: یا سكینة! أبوك الذی كفر حقی، و قطع رحمی، و نازعنی فی ملكی.

فبكت سكینة علیهاالسلام و قالت: لا تفرح بقتل أبی، فانه كان مطیعا لله و لرسوله دعاه الیه فأجابه و سعد بذلك، و أن لك یا یزید! بین یدی الله مقاما یسألك عنه، فاستعد للمسائلة جوابا، و أنی لك الجواب؟

قال لها: أسكتی یا سكینة! فما كان لأبیك عندی حق [6] .

قال أبومخنف: فنظر الی ام كلثوم علیهاالسلام و قال لها: یا ام كلثوم! كیف رأیت ما صنع الله بكم؟


فقالت: یابن الطلقاء [7] هذه حرمك و امائك من وراء الستور و بنات الرسول صلی الله علیه و آله و سلم علی الأقتاب بغیر وطاء ینظر الیهن البر و الفاجر، و یتصدق علیهن الیهود و النصاری.

فنظر الیها یزید شزرا، فقال له بعض جلسائه: انها حرمة لم تؤاخذ، فسكن غیظه [8] .

و فی «فصول المهمة» لعلی بن محمد المالكی: أنه لما أدخل نساء الحسین علیه السلام و الرأس الشریف بین یدی یزید لعنه الله فجعلت سكینة و فاطمة علیهماالسلام تتطاولان لتنظرا الی الرأس الشریف، و جعل یزید لعنه الله یستره عنهما، فلما رأینه صحن و أعلن بالبكاء، فبكت لبكائهن نساء یزید لعنه الله و بنات معاویة، فولولن و أعلن أصواتهن.

قالت فاطمة علیهاالسلام: بنات رسول الله سبایا.

و كانت سكینة علیهاالسلام أحسن شبابا. فقالت: یا یزید! أیسرك هذا؟

فقال لهما: والله؛ ما سرنی و انی [لهذا] لكاره، و ما أتی علیكن أعظم مما أجد منكن [9] .

و قال السید رحمه الله: ثم أدخل ثقل [10] الحسین علیه السلام و نساؤه و من تخلف من أهله علی یزید لعنه الله و هم مقرنون فی الحبال [11] .


فلما وقفوا بین یدیه و هم علی تلك الحال قال له علی بن الحسین علیه السلام: أنشدك الله تعالی [یا یزید!] ما ظنك برسول الله صلی الله علیه و آله و سلم لو رآنا علی هذه الصفة؟

فأمر یزید لعنه الله بالحبال، فقطعت، ثم وضع رأس الحسین علیه السلام بین یدیه، و أجلس النساء خلفه، لئلا ینظرن الیه، فرآه علی بن الحسین علیه السلام، فلم یأكل الرؤوس بعد ذلك أبدا [12] .


[1] وفد عليه يفد: قدم، «منه رحمه الله».

[2] في المصدر: و ربطونا.

[3] المنتخب: 473.

[4] في الأنوار النعمانية: 254 / 3.

[5] في المصدر: مربطات.

[6] المنتخب: 472 و 473، مع اختلاف يسير.

[7] الطلقاء - بالضم و فتح اللام و المد -: هم الذين خلي عنهم يوم فتح مكة و أطلقهم و لم يسترقهم، واحدهم: طليق، «منه رحمه الله».

[8] مقتل الحسين عليه السلام: 208، مع اختلاف يسير.

[9] الدمعة الساكبة: 5 / 103 و 104.

[10] الثقل - محركة -: متاع المسافر و حشمه، «منه رحمه الله».

[11] قوله تعالي: (مقرنين في الأصفاد) هو من قرنت الشي ء بالشي ء وصلته و قرنت الاساري في الحبال...، و فيه أيضا: القرن - بفتحتين -: الحبل، قال التعالبي نقلا عنه: لا يقال للحبل حتي يقرن فيه، «منه رحمه الله».

[12] اللهوف: 213، البحار: 132 - 131 / 45.